لم يحظَ كتاب بالعناية والاهتمام كما حظي القرآن الكريم، فقد كان محطّ اهتمام المئات من العلماء والباحثين على غير صعيد، بدءاً من البرمجة الحاسوبية لعرض المعلومة القرآنية، وصولاً إلى التفسير والتأويل والعمل البحثي. وعلى الرغم من تدوين المئات من الكتب والدراسات والموسوعات حول القرآن وعلى ضفافه، إلاّ أنّ كل من يعرف قدر القرآن وقيمته يُقرّ ببقاء الكثير من الأسرار التي تنتظر من يكشفها، كيف لا؟ وهو نبع الفيض الإلهي الثرّ، وشجرة المعرفة التي لا يُرغَب إلاّ في فاكهتها. أجل، على الرغم من كل ما قيل وكتب حول القرآن، إلاّ أنّنا ما زلنا في أول الطريق، وما زال المقصد بعيداً.
لقد عرف العالم الإسلامي عدداً كبيراً من المفسّرين، كل منهم نظر إلى القرآن من زاوية، وكشف بعداً محجوباً من أبعاد كتاب الله الخالد، ولكن لم يجرؤ أحد منهم على ادّعاء الكشف عن كل ما في هذا الكتاب من معارف وعلوم، بل ما زالت بعض